لا بدَّ في البداية من إلقاء نظرة على الأفكار المنتشرة حول هذا الموضوع، وهذه الأفكار المختلفة لا تعتبر أفكار عابرة ليس لها أهمية على العكس تماماً فهي غاية في الأهمية لما لها من أبعاد على تصرفات الأهالي مع أبناءهم، فالقناعة بفكرة تتعلق بالوقت الأنسب للتربية تؤدي إلى ترك الجانب التربوي حتى ذلك الوقت والذي قد يصل عند بعض الناس لخمس سنوات.
وهذه فكرة شائعة لدى قسم لا يستهان به من الآباء فعندهم تربية الأطفال تبدأ في السنة الخامسة للميلاد وذلك بسبب الاعتقاد أن الطفل قبل هذا السن لا يفهم شيء حتى نقوم بتربيته، و أن التربية تحتاج للوعي والفهم من جانب الطفل، فما لم يتوفر الفهم والوعي لدى الطفل لا يوجد تربية، وهذه الفكرة تؤدي إلى أن الأبوين لن يلتفتا إلى تصرفات وتربية الطفل على محمل الجد خلال هذه الفترة، بل سيقتصر عملهما على الاهتمام بصحته وطعامه ونومه.
وانتشرت فكرة أخرى مدعومة بآراء مختصين تقول بأن الوقت المناسب للبدء بالتربية هو الشهر الخامس من الولادة نظراً لأن الطفل في هذا السن يبدأ بإدراك الأشياء المحيطة به ليصبح قادراً على القيام ببعض الحركات وتمييز الألوان والأشياء، والجلوس لفترات قصيرة، وهذا ما يجعل الطفل قابل لكسب المهارات والتربية بشكل تدريجي من خلال اللعب والملاطفة.
وفي دراسات حديثة ظهرت فكرة أن تربية الطفل تبدأ من اليوم الأول لإنجابه، لأن الطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يسمع كل ما يدور من حوله دون أن يفهم ماذا سمع لكنه يستطيع أن يستقبل المشاعر المرافقة للكلام، فهو في هذه الفترة يكون ذو حس مرهف إذ أنه يستقبل المشاعر والأحاسيس المرافقة لكل تصرف.
فنجد الطفل يبكي إذا صرخت أمه في وجهه مع أنه لا يرى ملامحها ولا يفهم ماذا يعني صراخ لكنه استطاع أن يترجم الأحاسيس المرافقة لهذا التصرف ليجد حسب فطرته أنها مشاعر سلبية فيبدأ بالبكاء.
في الحقيقة هنالك مقدمات للتربية لا تقل أهمية عن التربية بحد ذاتها، وأولها اختيار الأم المناسبة للأولاد لأن الأم هي عماد التربية ويقع على عاتقها الحمل الأكبر بحكم ملاصقتها الدائمة للأولاد. إذ يجب على الأب أن يدرك أن اختياره لأم أولاده عنصر جوهري في تربيتهم لذلك فليحسن الاختيار.
والأمر الثاني بعد اختيار الزوجة المناسبة هو دوام الدعاء أن يرزقهم الله أولاداً صالحين، مع المحافظة على الأذكار المأثورة في كل لقاء زوجي، وهذا من شأنه أن يبارك لهم في ذريتهم.
الأمر الثالث هو العناية بالجنين خلال فترة الحمل إذ أن الجنين وهو في بطن أمه يتأثر بشكل كبير بكل ما تتأثر به أمه، فالحزن الشديد أو الغضب أو الفرح كله يؤثر على تكوين الجنين، وهنالك دراسات تثبت أن الجنين يتفاعل مع أمه حين تضع يدها على بطنها وتحدثه ليقوم هو بحركات تشعر بها الأم، وتسمى هذه التربية بتربية الأجنة يمكنكم البحث في الأنترنت عن هذا المصطلح لتجدوا الكثير من التصرفات والنصائح في هذا الخصوص.
ما لم توجد القناعة بهذه الأفكار لدى الأبوين لن تثمر أي تصرف ولن تغير شيء من سلوكياتهم التربوية لأن القناعة هي الشيفرة السحرية التي تحول الأفكار لتصرفات.
الطب البديل وطرق العلاج به
الاسباب الرئيسة لأنتشار العدوى بالمدارس
التنمر عند الأطفال والحلول المقترحة لتجاوز أخطاره
فن إدارة الوقت
اسباب السمنة وعلاجها
الاقتصاد التركي بين الماضي والحاضر
مصادر الايجابية في ظل قلق "كورونا"
العادات النفسية السيئة للطفل وعلاجها
أشخاص نجحوا في العشرين من عمرهم
من هو القائد؟
لعنة الأمريكيات تصيب القصر الملكي البريطاني