هل يجب أن يُنظر للزواج على أنه مشروع يحتمل النجاح والفشل ويجب ان يتجهز الطرفين لأي احتمال قد يحصل؟
"الوظيفة سلاح بيد المرأة" ألا تعتبر هذه الكلمات التي تلقى على مسامع الفتيات من الأهل والمجتمع صباح مساء استعداد لحرب متوقعة؟
هل يعتبر توقع الأسوأ سياسة حكيمة تحمي المرء من غدرات الزمان؟
انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا ثقافة التعليم من أجل الوظيفة، وكان للمرأة الحظ الأكبر من هذا الثقافة حيث أعتبر أن للمرأة الأولوية في الوظيفة لأنها عُرضة للكثير من التهديدات المستقبلية المتوقعة والوظيفة هي سلاحها الوحيد الذي سيحميها في معترك الحياة.
وإذا سألنا: هذا السلاح ضد من سيرفع؟
سيأتي الجواب ضد المجهول ضد الغد وما يخفيه، وكأن الغد يمكر للمرأة وحدها!
هنا يكمن لب المشكلة إذ أن الفتاة منذ نشأتها تترعرع على أن الحل السحري لكل مشكلات الحياة تكمن في الوظيفة وأنه لا رازق ولا رافع لها إلا وظيفتها. إن الفتاة تتشرب هذه المخاوف من المستقبل من الأبوين والوسط المحيط ليصبح كل همها من التعليم هو الوظيفة ولا رسالة سامية تحملها إلا هذه الرسالة: "الوظيفة سلاح بيد المرأة" في إشارة واضحة إلى الجانب المادي.
والوظيفة في الحقيقة لا تهدف بالدرجة الأولى لكسب الرزق إنما هي خدمة تقدمها للمجتمع تتقاضى عليه أجر كي تتفرغ لهذا العمل وتكفي حاجتك.
ومن المفارقات أن المرأة ليست مطالبة بالنفقة لا في بيت أهلها ولا في بيت زوجها.
وأثناء الزواج تشتد وتيرة القلق من المجهول لتصل لمرحلة تفسد شعور الفرح، إذ أن المخاوف زادت خوفاً من الطلاق وهذا بدوره سيزيد من تمسكها بالمنقذ القديم (الوظيفة).
ولكم أن تتخيلوا مدى تأثير هذه المخاوف على الحياة الزوجية التي تقوم بالأساس على الثقة والمودة لتتحول من يومها الأول إلى حياة مبنية على الحذر والتجهيز لشيء ربما يحصل في المستقبل. ألا يعتبر هذا قتل لروح الزواج!
تنكشف هذه المخاوف الدفينة داخل الزوجة في اللحظات الطارئة التي تتطلب منها أن تكون بالقرب من أسرتها، في اللحظات التي يكون أولادها وتربيتهم و عنايتهم في سنواتهم الأولى أحق من أي شيء أخر، فتجدها تقدم الوظيفة على الأسرة وتحاول جاهدة أن توفق بينهم، لكن ذلك بالتأكيد سيكون على حساب صحتها وعلى حساب تربية الأولاد، وأنتم تعلمون أن بقاء الطفل في المنزل أو عند أحد أقاربه بغياب الأهل لمدة 6-7 ساعات يومياً يسبب له التشتت وعدم الاستقرار النفسي خصوصاً في سنواته الأولى.
إن المخاوف المزروعة في داخل الزوجة لعبت دورها في التأثير على الحياة الزوجية وعلى الأطفال وتربيتهم. ولو وقفت الزوجة في تلك اللحظة ونظرت إلى مبررات هذا التصرف لن تجد إلا مشاعر خوف من المجهول ضاربه في العمق لا تستطيع ان تفهم أسبابها.
وهذه المشاعر المتجذرة تحتاج إلى جلسة عميقة مع النفس ومراجعة كل المواقف القديمة المرتبطة بهذه المشاعر وإعادة صياغها مع ربطها بمشاعر إيجابية.
كل هذه المشكلات نابعة من اعتقاد واحد خاطئ هو أن رزق الفتاة وحظها من الحياة متوقف على وظيفتها، في حين نسوا أن الله وحده هو الرزاق.
السكري أسبابه وأنواعه
غير حياتك بقانون الجذب
الطب البديل وطرق العلاج به
كيف تجعل طفلك عبقريا
شخصية طفلي بالمدرسة ضعيفة ماذا أفعل؟
فيروس كورونا بين الأساطير والدين والسياسة
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
اللقاح اهميته وانواعه
لا تورث لأبنائك فكرة خاطئة عن الزواج
الأسماء في اللغة العربية
أطفال خارقين في سن صغيرة