من المعروف أنه يوجد ثلاث حاجات أساسية للإنسان وهي حاجته للطعام والشراب من أجل الحفاظ على البقاء
وحاجته للزواج من أجل الحفاظ على النوع، وحاجته لإثبات ذاته من خلال النجاح والتفوق من أجل أن يعلو ذكره.
لو وقفنا عند الحاجة الثالثة التي تدفع الإنسان ليكون متميز في أي مجال يعمل به، فلو كان طبيباً يسعى ليختص اختصاصاً نادراً لا يوجد له مثيل في منطقته
ولو كان مهندساً يسعى ليكون المهندس الأول في مجاله لكي يشار له بالبنان ويلمع نجمه بين الناس
وهذا غالباً ما يكون من خلال بذل الكثير من الجهد والتعب المتواصل والدراسة لسنوات كي يحصل الإنسان على هذا التميز
وكنتيجة مباشرة لهذا التميز والنجاح يكون قد حقق العديد من الإنجازات الكبيرة التي تعود بالفائدة على المجتمع والإنسانية جمعاء.
والسبب وراء ذلك كله يكمن في تلك الرغبة العميقة داخل الإنسان التي تحثه على الدوام لعمل كل ما يلزم لإشباعها.
لكن ماذا لو أصبح الإنسان يشبع هذه الرغبة من خلال إنجازات وهمية؟
ماذا لو أصبح جمع عدد أكبر من التعليقات على الفيس بوك هو الشعور بالتميز النجاح؟!
ما الفائدة التي سيجنيها المجتمع من تحصيل عدد أكبر من الإعجابات على صورة على انستغرام؟!
حينما تصبح منصات التواصل الاجتماعي ميادين لإثبات الذات وكسب الإعجاب هذا يعني أنها ستكون على حساب ميادين العمل الواقعية
ومن سيكسب الرهان؟ بالتأكيد منصات التواصل الاجتماعي لأنها لا تتطلب منك العناء والتعب ولا تحتاج ذلك الوقت الطويل حتى تحصل على التقدير والمباركة والثناء فتشبع رغبتك في الحصول على التميز.
لماذا أتعب وأدرس عشرين سنة حتى أصبح طبيب متميز وأحصل على تقدير من حولي؟! بينما في منصات التواصل كل ما عليَّ فعله هو أن أقوم بالتقاط صورة مميزة وأشاركها مع الأصدقاء أو بأقل تقدير أن أكتب منشور مقتطف من روايات ديستوفسكي حتى أحصل على التقدير والثناء في سيل من الإعجابات والتعليقات اللطيفة من كل الأطراف، إنه شيء مريح حقاً أن تخطف الأنظار وتحظى بالاهتمام بهذه البساطة.
الشيء الأشد خطراً من إهدار الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي هو ذلك النصر الوهمي الذي يحصل عليه الإنسان بعد كل مشاركة يقوم بها.
قد يظن البعض أن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة تعود بالضرر على صاحبها فقط، وقد غفلوا عن حقيقة أن المجتمع بحاجة لرح المنافسة والتفوق لدى أفراده، فإنجازات المتفوقين هي من تصنع التطور والتقدم لهذا المجتمع.
إن وسائل التواصل تقتل هذه الروح لآنها تعطي شعور بالراحة والإنجاز الوهمي الذي سرعان ما ينتهي لتبدأ بعده قصة جديدة في البحث عن صورة أو منشور أو تغريدة تمنح صاحبها مجدداً هذا الشعور لمدة ساعات، كالذي يحاول أن يسد رمقه بأخذ جرعة من الحبر الأزرق.
فن الإدارة الصفية
علامات الإعراب الفرعية
الاكتئاب أسباب ومخاطر
تطوير مهارة فن الإصغاء
الطب البديل وطرق العلاج به
تعلم الأطفال عن طريق اللعب
فيروس كورونا بين الأساطير والدين والسياسة
لا تورث لأبنائك فكرة خاطئة عن الزواج
مصادر الايجابية في ظل قلق "كورونا"
الأسماء في اللغة العربية
فيروس كورونا ينتقل لعدة دول وطلبات لرفع حالة الطوارئ